القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار[LastPost]

رحلة صعود الدولار الأمريكي ووصوله لعملة الإحتياطي العالمي

 رحلة صعود الدولار الأمريكي ووصوله لعملة الإحتياطي العالمي

مما لا شك فيه أن عملة الدولار هي العملة الأولى عالمياً حالياً فهي المتحكم الأول و الأخير في الأسواق العالمية و التجارة بين الدول و هو مركز قوة أي دولة في عالمنا  فقوة العملة تؤدي للقوة الإقتصادية و السياسية و القوة الخارجية فالدولار عملة الإحتياطي العالمي، ووراء هذه القوة رحلة صعود طويلة و سوف تنطرق في هذا المقال إلى أبرز الأحداث في رحلة صعود الدولار الأمريكي ووصوله لعملة الإحتياطي العالمي.

بداية استقلال الدولة عن بريطانيا

في القرن السابع عشر جاء مجموعة من الأفراد الإنجليز و معهم قطع نقود الإنجليزية و مع مرور الوقت ونفاد تلك النقود و مع رفض بريطانيا بتصدير قطع النقود لهم و رفض سك عملتهم الخاصة استطاعوا إنشاء بعض النظم للتبادل و المقايضة فيما بينهم و بين السكان الأصليين و مع تشدد بريطانيا و فرض الضرائب و زيادة العبئ الضريبي على المستوطنيين الذين لم يطيقوا هذا العبئ فكانت الحرب هي النتيجة و التي جاءت في صالح المستوطنيين الإنجليز و تم هزيمة القوات البريطانية عام 1983 و إعلان الإستقلال التام عن بريطانيا.

بداية ظهور الدولار الأمريكي كعملة للدولة

بعد توقيع الدستور الأمريكي و أصحبت أمريكا بذلك دولة مستقلة فعلاً و بعدها اجتمع المجلس القاري الذي كان مسؤل عن إعلان الإستقلال في نيويورك لوضع العملة الرسمية و الخاصة بالدولة و مع العديد من النقاشات تم إعلان الدولار كعملة رسمية للدولة في عام 1792 كان الدولار الأمريكي في البداية عبارة عن ثلاث فئات مختلفة ذهبية و فضية و نحاسية و تم العمل بهذا النظام حتى عام 1862 و بسبب الحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال و الجنوب التي تُعتبر من أكبر الحروب التي خسرت فيها أمريكا عدد ضخم من الجنود  و إحتياج الدولة الشديد للذهب و الفضة بالإضافة إلى وجود العديد من البنوك الخاصة و الذي كان لكل بنك عملته الخاصة مما أدي لوجود العديد من عمليات التزوير و الإحتيال  تم تغير عملة الدولار إلى عملة ورقية موحدة على كافة الدولة كما هي الآن.

ظهور البنك المركزي (البنك الإحتياطي الفيدرالي): 

مرت أمريكا بعد الحرب مع بريطانيا بالعديد من الأزمات و فترات كساد متتالية  و تراكم الديون على الدولة مما أدى لضرورة وجود بنك مركزي للتعامل مع هذه الديون و الخروج من تلك الأزمات، في البداية قٌبلت الفكرة بالرفض لأن البنك المركزي يعمل على ترحيل الديون مما يؤدي لزيادة الديون أكثر و زيادة العبئ مستقبلاً على الدولة في تسديد تلك الديون، و لكن بعد ذلك تمت الموافقة على إنشاء البنك المركزي (بنك الإحتياطي الفيدرالي) و البداية كانت على يد "Alexander Hamilton" عام  1791و بائت تلك المحاولة  بالفشل و بعدها تمت العديد من المحاولات لإنشاء بنك مركزي و لكنها أيضاً بائت بالفشل لأنها لم تستطيع أن تحافظ على الاستقرار الداخلي لأن الشعب في ذلك الوقت كان ينقاد نحو شائعات إفلاس البنوك و بالتالي يقوم الأفراد بسحب جميع أموالهم مما يؤدي بعدها لإنهيار البنك مهما كان وضعه قوياً حتى عام 1834 و تم فض البنك المركزي على يد " أندرو جاكسون"، و شهدت الدولة العديد من الأزمات بعدها و تزايدت حالة عدم الثقة بالبنوك الأمريكية و الإقتصاد الأمريكي حتى عام 1906 و حجوث زلزال سان فرانسيسكو الذي أدي لتدمير المدينة و بالتالي خروج الأموال لمساندة و إعادة بناء المدينة و خروج أموال لبريطانيا نظراً لإرتفاع الفوائد في بنوكها مما أدي لإنهيار الإقتصاد الأمريكي و حدوث إنهيار في البورصة و تراجع قيمتها %50 فيما يُعرف بــ"الزعر المصرفي الأمريكي" عام 1907، مما أدي لوجود بنك مركزي للمساندة و تحسين أوضاع البلاد، فجاء "J.P Morgan" صاحب بنك "J.P Morgan" و اجتمع برؤساء أكبر البنوك الخاصة في أمريكا لحل هذه الأزمة  ومع إستمرار المناقشات قام الكونجرس بإصدار مشروع قانون لإنشاء بنك الإحتياطي الفيدرالي و تحت قيادة أكبر العائلات المصرفية في الدولة عام 1913 و تم إصدار قرار بأن يكون مجلس الإدارة مكون من 7 أفراد يختارهم الرئيس و يوافق عليهم مجلس الشيوخ لإعطائه مزيد من الموضوعية و الحياد و كان يقوم البنك بدور مساعدة الدولة و طباعة الأموال و لكن بشرط وجود إحتياطي ذهب يعبر عن قيمة الأموال في الدولة و لا يجوز طباعة الأموال في حالة عدم وجود قدر مساوي من الذهب لها.

إتفاقية بريتون وودز (Bretten Woods):

بعد الحرب العالمية الثانية و الخسائر الفادحة التي كانت في جميع البلاد المشاركة في الحرب و نظراً لعدوم وجود الحرب على الآراضي الأمريكية فلم تكن لديها خسائر مثل البلاد الأخرى فكانت هي المنقذ بالنسبة للدول المتضررة من الحرب و قامت أمريكا بدعوة مندوبيين من 44 دولة من دول الحلفاء لتوقيع إتفاقية عرفت باسم "Bretten Woods" تهدف لتحقيق استقرار مالي على مستوى العالم و من أبرز قرارات المؤتمر:
  1. إنشاء البنك الدولي للإنشاء و التعمير.
  2. إنشاء صندوق النقد الدولي.
  3. تثبيت العملات الأجنبية أمام الدولار.
  4. تحديد الدولار بقيمة 35 دولار لكل أونصة من الذهب.

خداع أمريكا للعالم (صدمة نيكسون):

واجهت أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية عديد من المشكلات أبرزها حربها مع فيتنام التي استنفذت طاقتها و إمكانيتها، فأدى ذلك إلى وضع أمريكا في أزمة مالية و لكي تستطيع الاستمرار في هذه الحرب قامت بإرسال أمر للبنك المركزي (بنك الإحتياطي الفيدرالي) بطباعة الأموال للمساندة في الحرب و لم يكن لدى أمريكا الإحتياطي الكافي من الذهب للطباعة مقابله أموال و بالتالي خرجت أمريكا عن قرار الإتفاقية و قامت بطباعة الدولار دون أن يكون لديها مقابله ذهب، مع ذلك في عام 1965 أرسل شارل ديجول رئيس فرنسا في ذلك الوقت شحنة من الدولارات لتغيرها بالذهب فقامت بتأخير هذه الشحنة حتى عام 1971 و إصدار الرئيس الأمريكي نيكسون في ذلك الوقت بيان بأن أمريكا اضطرت لطباعة الدولارات دون توافر مقابل ذهب نظراً للحرب مع فيتنام و تسليف الدول الخارجة من الحرب العالمية الثانية و مساعدتها، و لم تستطيع الدول الإعتراض نظراً للعديد من الأسباب منها؛ إعتماد العديد من رجال الأعمال على التجارة مع أمريكا و سوء الأوضاع الإقتصادية لدى البلاد الخارجة من الحرب بالإضافة لوجود عملة الدولار الأمريكي بكميات كبيرة في هذه الدول و هكذا أصبح الدولار غير مقترن الذهب و أصبحت العلاقة بين هذه الدول و أمريكا قائمة على الثقة بعدم طباعة أمريكا ما تشاء من عملتها. 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع