القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار[LastPost]

مصالح فرنسا وروسيا والإمارات في ليبيا

أسباب تدخل فرنسا و روسيا والإمارات في الأزمة الليبية

أسباب تدخل فرنسا و روسيا والإمارات في الأزمة الليبية
توقفنا في المقال السابق من سلسلة المقالات التي نتناول فيها الأزمة الليبية منذ الثورة الليبية فبراير 2011 عند التدخل التركي في الأزمة وأسبابه ومصالحه وهذا المقال هو الأخير في هذه السلسلة وسنتناول فيه الدول الأخرى وأسباب تدخلها في الأزمة ومصالحها من التدخل وتتمثل هذه الدول في فرنسا و روسيا والإمارات .

التدخل الفرنسي في الأزمة الليبية

تعتبر فرنسا من أولى الدول التي تهتم بالشأن الليبي حتى أنها كانت من أولى الدول الداعية لإسقاط نظام القذافي و بدأت التدخل عسكرياً في ليبيا بعد انتفاضة الشعب الليبي في فبراير 2011 وهاجمت الجيش الليبي حتى قبل تدخل الناتو عسكرياً مما يقودنا إلى السؤال الأهم .
لماذا تتدخل فرنسا في ليبيا بهذا الشكل وما مصلحتها من هذا التدخل ؟
في الحقيقة لا يوجد سبب واحد للتدخل الفرنسي في الأزمة الليبية ولا يوجد نوع واحد من المصالح فالأسباب والمصالح تتعدد لذلك سنلقي الضوء على أهم الأسباب والمصالح .

أولاً: ثروات ليبيا البترولية

تتمتع ليبيا بثروة بترولية لا بأس بها مما جعلها محط أطماع العديد من الدول ، لذلك كان أولى أهداف فرنسا من التدخل في الأزمة الليبية هو الاستفادة من النفط الليبي خاصة بعد توغل الشركات الصينية والأمريكية في منطقة غرب إفريقيا التي هي منطقة نفوذ فرنسي وبالتالي كانت ليبيا بالنسبة لفرنسا ثروة ويجب الاستفادة منها لذلك بدأت تدخل في مجال النفط في ليبيا وذلك عن طريق "شركة توتال الفرنسية" التي دخلت في صراع مع "شركة ايني الايطالية" والتي هي أكبر شركة عاملة في النفط والغاز في ليبيا ويقول بعض المحللين أن من أهداف التدخل الفرنسي هو أن تحل شركة توتال محل شركة ايني وقد بدأت شركة توتال في تنفيذ ذلك بالفعل خاصة بعد أن نجحت عام 2018 في شراء حصة شركة "ماراثون أويل الأمريكية" في امتياز حقل الواحة الذي يقع في الجنوب الشرقي الليبي وتبلغ تلك النسبة 16.33% وذلك بالإضافة إلى امتلاك شركة توتال 27% من حقل شرارة في جنوب غرب ليبيا والذي هو ثالث أكبر حقل في ليبيا والجدير بالذكر بأن معظم الحقول التابعة لشركة توتال تقع في مناطق في شرق ووسط ليبيا والتي هي مناطق تابعة لسيطرة حفتر ولكن شركة توتال تطمع أن تتوسع أكثر ناحية الغرب حيث حقول الغاز .

ثانيا: ما يتعلق بالداخل الفرنسي

وجود الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في جنوب المتوسط يعني مزيداً من الهجرة مما يعني دعم لتيار اليمين المتطرف في فرنسا الذي كان قريباً من الرئاسة الفرنسية مما أثار قلق القيادة الحالية لذلك كان تدخل فرنسا في ليبيا بمثابة تفويت فرصة على اليمين المتطرف الفرنسي حتى لا يتمكن من كسب شعبية في فرنسا وبالتالي الوصول للحكم .

ثالثاً: موقع ليبيا بالنسبة لدول الساحل

من وجهة النظر الفرنسية فإن ليبيا تعتبر موقع استراتيجي بالنسبة لدول الساحل التي ينتشر فيها الإرهاب والتي تتواجد فيها فرنسا عسكرياً بشكل كبير فعدم استقرار الأوضاع على الساحل الليبي يعني سهولة نقل السلاح لهذه الدول وبالتالي تهديد النفوذ الفرنسي هناك .

رابعاً: التدخل التركي في الأزمة الليبية

بسبب تحول موقف تركيا في الحرب السورية من داعم لإسقاط نظام الأسد لموافق على وجوده مقابل فتح المجال لمحاربة الأكراد وإضعاف قوتهم أصبحت فرنسا أكثر الدول الأوربية حدة ضد النظام التركي بالإضافة إلى أن تركيا كانت من أهم أسباب إبعاد فرنسا عن المشهد السوري وبالتالي فكان التدخل الفرنسي بمثابة مجال خارجي تستطيع فرنسا فيه تحقيق انتصار على النظام التركي لتستطيع فرنسا من خلاله تحسين صورتها الدولية ولأن تركيا تدعم السراج فتدخلت فرنسا لدعم حفتر وبالإضافة إلى ترويج الأخير لنفسه على أنه منقذ ليبيا من التنظيمات والميليشيات المسلحة بجانب إنشاء جيش وطني ليبي خالي من فكرة الميليشيات وهو ما يخدم المصالح الفرنسية بشكل كبير لذلك بدأ تقديم الدعم العسكري والاستخباراتي الفرنسي لحفتر وتم رصد العديد من الوفود من قبل دول الجوار الليبي المتجهة إلى ليبيا لتقديم الدعم العسكري وذلك تحت غطاء دبلوماسي .

التدخل الروسي في الأزمة الليبية 

حفتر مع وزير خارجية روسيا

كان ومازال الوصول للمياه الدافئة هو الهدف الأهم والأغلى والأسمى عند القيادات الروسية ولذلك إذا تابعنا التاريخ لوجدنا أن حروب روسيا مع الدولة العثمانية كانت من أجل تحقيق ذلك الهدف وبعد ذلك "الصدام الأمريكي السوفيتي" تحت مسمى "الحرب الباردة" وكانت الولايات المتحدة تحاول جاهدة لإبعاد الاتحاد السوفيتي عن المياه الدافئة حتى إن ضمها لتركيا إلى حلف الناتو وإنشاء "حلف بغداد" ومحاولة ضم مصر له في "عهد الرئيس الراحل جمالعبد الناصر" في سبيل منع الروس من الوصول للمياه الدافئة حتى إن تدخل روسيا العسكري في الحرب السورية كان بغرض تحقيق ذلك الهدف وعندما بدأ استقرار النفوذ الروسي في سوريا وإبعاد الغرب عنها بدأت روسيا تبحث عن دول أخرى في المتوسط لبسط نفوذها فيها وكانت ليبيا بالتأكيد فرصة سانحة لذلك خاصة أن روسيا تربطها علاقات مع ليبيا منذ نظام القذافي ففي عام 2000 نجحت الشركات الروسية في الحصول على عقود في مجال الطاقة والسكك الحديدية وحصل الأسطول الفرنسي على حق الوصول إلى ميناء بني غازي مقابل إسقاط الديون الليبية المستحقة لروسيا (خليفة الاتحاد السوفيتي) وكانت تصل ل 4.6 مليار دولار ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2007 إلى 231 مليار دولار.

مع سقوط نظام القذافي لم تفعل روسيا شيئا لإنقاذ حليفها بسبب انشغالها بالحرب السورية ومع استقرار الأوضاع في سوريا بدأت روسيا تبحث عن الطرف الذي تدعمه في ليبيا وفي 2015 كان حفتر قد نجح في السيطرة على منطقة الهلال النفطي بالإضافة لمحاصرته لحكومة السراج في طرابلس بدعم مصري اماراتي فرنسي لذلك ووجدت أن حفتر هو الرجل المناسب في ليبيا للدعم الروسي وذلك مقابل الآتي :-

  • وجود صلاحيات للأسطول الروسي للتواجد في عدد من الموانئ الليبية
  • وجود قواعد عسكرية روسية في الداخل الليبي
  • حصول الشركات الروسية على عقود في مجال الطاقة والبنية التحتية

ولم يقتصر الهدف الروسي على ذلك فقط بل كانت تطمح لزيادة مبيعاتها من السلاح ويكفي الإشارة هنا إلى أن القارة الإفريقية استوردت من روسيا في الفترة من 2015 إلي 2019 نحو 49 % من احتياجاتها العسكرية.

التدخل الإماراتي في الأزمة الليبية

تتمحور مصالح الإمارات في ليبيا في تنفيذ هدفها الاقتصادي الطموح وهو أن تصبح هيئة موانئ دبي العالمية (الذراع الاقتصاي للإمارات) هي المسيطرة على موانئ المنطقة لتستطيع أن تفرض الإمارات نفسها كشريك استراتيجي في الاستثمارات الصينية ضمن مبادرة الحزام والطريق فعلى سبيل المثال نجد أن هذه الشركة من أبرز المستثمرين في محور تنمية قناة السويس وليبيا دولة ساحلية وبالتالي فهي بحاجة إلى شركات لتشغيل الموانئ لذلك بدأت الإمارات في تقديم التمويل والدعم لحفتر سياسياً وعسكرياً .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع