في الأشهر الماضية حدث العديد من التغيرات الجذرية في العالم نظراً لتأثير فيروس كورونا الهائل على جميع دول العالم سواء متقدمة أو نامية ،و أصبح الخوف و الهلع مسيطر على الجميع، و أصبح جميع الأفراد يراقبون في صمت ما يحدث في العالم من تغيرات سريعة سواء على القطاع الإقتصادي أو التعليمي أو الصناعي و السياحي أيضاً، فقد كانت تأثير فيروس كورونا كبيراً لدرجة الفتك بأكبر قوتين إقتصاديتين في العالم و الإلحاق بهما أكبر الخسائر. فما أبرز تأثيرات فيروس كورونا على الإقتصاد العالمي؟
و للإجابة على هذا السؤال يجب أن نوسع نطاق إدراكنا لنكون على علم بمختلف المنظورات سواء من ناحية المنتج أو المستهلك أو رجال الأعمال و أصحاب الشركات و حكومات و سياسات الدول، و سوف نتناول في هذا المقال العديد من التأثيرات في مختلف قطاعات الإقتصاد و الأعمال.
الإغلاق التام على مستوى الدولة:
فمن أجل الحد من إنتشار تأثير فيروس كورونا اتخدت معظم دول العالم العديد من الإجراءات، فبحلول شهر أبريل كان أكثر من 150 دولة حول العالم اتخدت العديد من القرارات الصارمة من إغلاق جميع المدارس و إلغاء جميع المؤتمرات و الفعاليات و أُغلقت المقاهي و المطاعم و المصانع و فُرض الحظر مما أدي إلى الإضرار بقطاع التجارة و إنخفاض أسهم العديد من الشركات بالإضافة إلى التراجع الهائل في أسعار النفط و إضطراب الأسواق المالية.
قطاع السفر و السياحة:
فيُعتبر قطاع الطيران من أكثر القطاعات المتضررة من كوفيد-19 خاصة الدول التي تعتمد بشكل كبير على السياحة كمصر و معظم الدول الأوروبية، فقد شهد القطاع تراجع هائل في عدد الرحلات و إلغاء الأفراد حول العالم لجوزات السفر و رحلاتهم، و قام الإتحاد الأوروبي بحظر الأفراد القادمين من خارج دول الإتحاد لمدة 30 يوماً للحد من إنتشار الوباء فضلاً عن تضرر الرحلات التجارية بشكل كبير على مستوى العالم.
قطاع الهواتف الذكية:
تُعد صناعة الهواتف المحمولة من أهم الصناعات في العالم في الوقت الحالي نظراً لأهميتها الشديدة في حياة كل فرد لما تقدمة من وسائل و خدمات تسهل على الفرد حياته في مختلف جوانبها و على الرغم من ذلك فقد تراجعت مبيعات الهواتف الذكية بشكل كبيراً خاصة في بداية الأزمة فقد إنخفضت شحنات الهواتف في شهر فبراير بنسبة 38% من 99.2 مليون إلى 61.8 و تُعتبر أكبر نسبة إنخفاض مبيعات في سوق الهواتف الذكية منذ نشأته، بالإضافة إلى إلغاء العديد من الشركات عن مؤتمراتها للإعلان عن هواتفها الذكية الجديدة و إلغاء المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة و معاناة العديد من الشركات من إنخفاض المبيعات الأولية من هواتفها الذكية.
تأثير فيروس كورونا على النمو الإقتصادي العالمي:
فقد دفعت أزمة كوفيد-19 جميع دول العالم لمواجهة أزمة مالية جديدة لما سببته أزمة كورونا من ركود إقتصادي شديد حول العالم في الفترة التي بدأ فيها الإقتصاد العالمي التعافي من الأزمة المالية السابقة في عام 2008، حيث أعلنت منظمة الأونكتاد إلى حدوث تراجع شديد في معدل النمو الإقتصادي إلى أكثر من 20% في هذا العام مما يدل على أن العالم مقبل على أزمة مالية جديدة و ركود إقتصادي شديد، و قد جاء هذا على عكس التوقعات في بداية العام التي كانت تتنبأ بتزايد النمو الإقتصادي حيث شهد تحديث توقعات صندوق النقد الدولي لشهر يناير نمواً ملحوظاَ في النمو الإقتصادي، و جاء هذا الركود بسبب إغلاق العديد من قطاعات الإقتصاد و حركة الطيران و و مكوث الأفراد في منازلهم منعاً لإنتشار الوباء و بالتالي تراجع الطلب على المنتجات و الخدمات بشكل كبير، فضلاً عن التضرر الهائل لقطاع النفط فيُعتبر من أكثر القطاعات تأثراً بالأزمة و خاصة الدول المصدرة له و المعتمدة عليه بشكل شبه كلي.
تعليقات
إرسال تعليق